عرض خاص لفيلم عماكور في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تحت رعاية نادي الكويت للسينما ضمن عروض ستيديو الأربعاء
في أمسية استثنائية بقاعة عبدالرزاق البصير في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، استقطب عرض الفيلم الخاص “عماكور”، تحت رعاية نادي الكويت للسينما، جمهورًا حاشدًا من عشاق السينما وصناعها، في إطار فعاليات “ستيديو الأربعاء” التي تعد منصة فريدة لعرض الأعمال السينمائية المميزة والتفاعل معها. كان الحضور على موعد مع تجربة سينمائية ملهمة، وبحضور كل من الناقد السينمائي الفاروق عبدالعزيز والمخرج القدير حبيب حسين، حيث قدمها لهم فريق العمل الموهوب بقيادة المخرج أحمد الخضري والسيناريست محمد المحيطيب، اللذين أبدعا في رواية قصة “عماكور” بأسلوب يلامس الوجدان ويثري الذائقة الفنية.
منذ اللحظات الأولى للعرض، غمرت القاعة أجواء من الإثارة والترقب، حيث عكس الفيلم ببراعة قضايا عميقة ومعقدة تتعلق بالهوية والانتماء، من خلال سرد قصصي جذاب وتصوير سينمائي مبدع. الجمهور، الذي توافد من مختلف الأعمار والاهتمامات، وجد نفسه متورطًا عاطفيًا مع الشخصيات ومنخرطًا بشكل كامل في تفاصيل الحكاية الفريدة التي تميز “عماكور”.
بعد اختتام العرض، شهدت القاعة جلسة نقاش مفتوحة وحيوية، أدارها صناع الفيلم مع الجمهور في أجواء تسودها الودية والاحترافية. تم تبادل الآراء والأفكار حول الفيلم، حيث تحدث المخرج أحمد الخضري عن الجهد المبذول وراء الكاميرا وأهمية النقد البناء في تطوير الأعمال السينمائية. من جانبه، عبر السيناريست محمد المحيطيب عن سعادته برؤية رسالة الفيلم تصل إلى قلوب وعقول الجمهور، مشددًا على دور السينما في التأثير الإيجابي وإثراء الثقافة الفنية.
النقاش المفتوح كان فرصة ثمينة للجمهور للغوص أعماق أكثر في فهم الرسالة وراء العمل الفني، كما أتاح المجال لصناع الفيلم لتلقي الإشادات والتقييمات المباشرة من المشاهدين، مما يعكس الروح الحقيقية للتفاعل بين الفنان وجمهوره. كانت
الجلسة مليئة بالحوارات القيمة التي لم تقتصر فقط على تحليل الفيلم ولكن تعدتها إلى مناقشة مستقبل صناعة السينما في الكويت وكيفية الارتقاء بها إلى آفاق جديدة.
في نهاية اليوم، كان واضحًا أن عرض “عماكور” لم يكن مجرد عرض سينمائي، بل كان تجربة ثقافية غنية ساهمت في تعزيز الوعي والحوار حول الفن السينمائي. لقد أكدت هذه الفعالية على الدور الهام الذي يلعبه نادي الكويت للسينما وستوديو الاربعاء في دعم وتطوير المشهد الثقافي والفني، وشكلت لحظة مهمة في مسيرة صناع الفيلم والجمهور على حد سواء. بلا شك، كان “عماكور” يومًا جميلًا احتفى فيه الجميع بالسينما، وبما تحمله من قوة للتأثير والتغيير.
مقال عن العرض الخاص لفيلم عماكور
عرض ضمن احتفالات ستوديو الاربعاء بالاعياد الوطنية
عماكور ..جنون السوشيال ميديا
ضمن فعاليات استوديو الأربعاء ورعاية نادي السينما الكويتي احتفالا بالأعياد الوطنية عرض فيلم ” عماكور” على مسرح المجلس الوطني بحضور مخرج الفيلم أحمد الخضري وكاتبه محمد المحيطيب والناقد الفاروق عبدالعزيز والمخرج حبيب حسين وعدد من النقاد والمهتمين بالسينما، وحضور عدد من العائلات ..
يتحدث الفيلم عن مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وشغف الشهرة والمال الذي يجتاحها بغض النظر عن المحتوى المقدم الا أنها أصبحت قضية هامة حيث أصبح لها تأثيرات كبيرة في تغيير المجتمعات وزيادة المخاوف من هذا التأثير.
وفي البداية تحدث الناقد الفاروق عبدالعزيز الذي أكد على مقولة مهمة تلخص صناعة السينما وهى أن الفن ليس بلماذا ولكن بكيف ..والفيلم يميزه ان الكاتب والمخرج أدركوا ذلك منذ البداية وذلك بالشكل الذي قدم وهو موضوع الفيلم وسائل التواصل الاجتماعي وهناك قاعدة مهمة في كتابة السيناريو هي العشر دقائق الاولى للعمل وهى التي تحكم الاستمرار في المشاهدة وهى تكشف عنصرين مهمين هما هل المنتج فهم كيفية تناول العمل والانتقال من نقطة لأخرى أو من مشهد لمشهد من الأقوال ام الأفعال، فالأفعال هي التي تميز السينما لأنها تقدم صورا ومشاهد وليس كلام وحوار فقط، وأثنى كثيرا على القائمين على العمل وقال هذا الفيلم لا ينقصه شيء، كما أثنى على طريقة التصوير والموسيقى التصويرية والإخراج غير المصطنع بعدم التقطيع كما أشاد بالتمثيل وأداء الممثل عبدالله الطراروة كثيراً.
واشاد عمر فوزي بالعمل بكل عناصره من إخراج وكتابة وتمثيل وموسيقى فالسيناريو محكم عن قصة تلامس الواقع بتسلسل منطقي للأحداث وتطورها مع الحبكة المقدمة من شغف بالشهرة والمال ثم الحقد والغيرة التي توصل للجريمة ورسالة الفيلم واضحة في مشهد النهاية والبحث عن بداية جديدة وعيش الحياة في مشهد اللعب مع الاطفال بالحديقة ، كما أثنى على التصوير والإخراج بطريقة السيلفي وحركة الكاميرا في مشاهد عدة كالتصوير تحت الغطاء وتصوير السقوط والمشاهد المتنوعة لتصوير اليوميات على السوشيال ميديا.
وقال المخرج حبيب حسين الذي أثنى على العمل والقائمين عليه انه يخشى الحكم على نسخة الفيلم لانخفاض الصوت وقد عقب الكاتب على ذلك من أنه سبب ان العرض على شاشات السينما يكون أكثر جاهزية وأكد المخرج حبيب على أن إنتاج فيلم في الظروف الراهنة شجاعة تحسب لهم ومحاولة جديرة بالاحترام ..
وتحدثت الروائية فطامي العطار عن التناغم بين فريق العمل وجمال الموسيقى وبساطة أداء الممثلين وخاصا الشباب.
واوضحت فاطمة بهبهاني أن الفيلم يظهر الهبات والتحديات على السوشيال ميديا قديما وعقب المخرج على ذلك بأنه السبب في الفجوة التي تحدث بسبب التطور التكنولوجي ووقت إعداد الفيلم.
و اثنى الرجستير محمود المزيني على العمل وخاصا الممثل الطراروة و عرض لبعض النقاط المهمة بالفيلم مثل موضوع مشاهير السوشيال ميديا والتفاهة التي يقدموها، كما أثنى على عرض فكرة الترويج للمطاعم من خلال المشاهير بغض النظر عن الجودة، والمصلحة التي تحكم بين الناس واستشهد بذلك على صديق البطل الذي لم يظهر معه في أي فيديو.
وانتقد الناقد خالد الخميس تكرار الفيديوهات ولكنه أضاف “لكن هذا لا يقلل من قيمة العمل بشكل عام”.
و أبدت التربوية امل البيطار إعجابها ودهشتها بالفيلم والإخراج و التناغم بين العناصر الفنية والذي كان سببا رئيسيا في نجاح العمل وطريقة السيلفي التي صور بها الفيلم وتموضع الكاميرا ودراسة المشاهد بحرفية بتركيز الكاتب على تقديم الكوميديا بداية ليجذبنا للمشاهدة ثم يرتقي بنا تصاعديا بدراما جادة توجهها بتراجيديا وكأنها صفعة لهذه الشخصيات الغارقة في هذا العالم ، كما أن بطل الفيلم كان عالميا باداؤه وتنوع الشخصيات وخاصة الكوميديا التي هي صفة أصيلة في الشخصية الكويتية بشكل عام.
وشكر علاء البربري منسق استوديو الأربعاء الحضور والفرصة المتاحة لعرض هذا الفيلم الذي يعد من وجهه نظره علامة فارقة في تاريخ السينما الكويتية مع الأخذ في الاعتبار أن هناك ملاحظات مهمة في السياق بين العالمية والمحلية لذا كانت هناك بعض الملاحظات التي لو قدمت بشكل جيد لأصبح هذا العمل عالميا بامتياز واهمها الكيفية التي تقدم بها العمل لذا هذه الملاحظات نقدمها لمحاولة تجنبها مثل مشهد نزع رباط الرأس بسهولة دون وجود أي إصابة أو خدوش، ثم تليفون يتحرك بعد إغلاق الطبيبة له واثني كثيرا على وجود الترجمة وهى نقطة هامة و إشادة بالعمل لفرصة تعرف العالم علينا.
وأضافت سيدة الأعمال هدية الفرحان التي أثنت على العمل وأبدت ملاحظة عن عدم وجوب صراخ المحقق على الطبيبة، وعدم وجود أسرة مستشفيات للرجل والمرأة في غرفة واحدة بالمستشفيات وان إصابة البطل دون خدوش غير منطقية.
ثم تحدث الكاتب محمد المحيطيب الذي شكر الحضور وأثنى على الملاحظات والنقد الذي قدم وشكر السيدة امل البيطار عن ملاحظتها الجيدة لتطور السيناريو والتدرج في القصة وتحدث عن صناعة السيناريو وصعوبة الإنتاج حيث أن الفيلم نجح في تغطية تكاليفه والأهم أن هذا النجاح تسبب في التعاقد على افلام أخرى وعقب على تقنية الصوت بسبب اختلاف شاشات العرض، كما عقب على أهمية وجود أسماء لامعة ونجوم مخضرمين للمساعدة في تسويق العمل خاصا أنهم في بداية مشوارهم السينمائي.
ثم تحدث مخرج العمل احمد الخضري الذي شكر الحضور والقائمين على العمل وآثر أن يذكر اسماء الكثيرين الذين ساعدوا في هذا النجاح المخرج الفني حسين بهبهاني والديكور الذي قدم بشكل رائع وبسيط رغم قلة اللوكيشنات والموسيقي عبدالله منصور وشكر كبار الحضور والذي أكد أنه يشعر أنه بين أهله بوجود الكاتب سليم الشيخلي وزوجته وأكد على أن الممثل ابراهيم الشيخلي من افضل من عملوا معي فهو بمثابة اخ لي وشكر علاء البربري منسق الاستوديو وقدم شكر خاص لنجله المخرج آدم علاء الذي ساعد في تنفيذ بعض المشاهد وقت جائحة كورونا مثل المشهد الرائع للوقوع من على السرير، كما أثنى على دراسة الهندسة التي ساعدته كثيرا في هذا العمل المجهد حيث عدم التقطيع وأخذ مشاهد لقطة واحدة وتصوير الممثلين للسيلفي معه وأشاد كثيرا بنجومية عبدالله الطراروة الذي سابق بالتحدث إليه عند رؤية فيلمه القصير ” الجزء غير المفقود” وطلب منه المشاركة معه في العمل و أكد على أنه لم يضع شروط أو تحديد لأجره، كما أن المخرج طلب منه أن يختار هو شريكه في العمل بحيث تكون بينهم صداقة مسبقا يريد ظهورها طبيعية في العمل ولذلك تم اختيار حسن عبدال وختم كلمته بأنه يميل للمدرسة الواقعية ولكن لحداثة تجربته في الروائي الطويل أخذ بالنصيحة بإضافة حوارات وموسيقى ساعدت في تصوير مشاهد جياشة المشاعر.
وأضافت مدربة التنمية البشرية فاطمة بركات التي أثنت على العمل الذي قدم كثير من الجوانب الحياتية والفجوة بين الجيلين كما أثنت على دراسة المخرج والكاتب للهندسة والتي تساعد كثيرا في بناء المشروعات كاستفادتهم من ثورة التكنولوجيا وطوفان الانترنت والهوة التي تسببت بها وسائل التواصل الاجتماعي بين الأسرة والمجتمع والرسالة التي قدمها الفيلم بمشهد النهاية والعودة للعائلة واكدت على أن التنمية البشرية هي نقل المعرفة واكتساب المهارات وتعديل السلوك وهذا ما قدمه الفيلم.
كتب: أ. عمر فوزي