طالب صناعي في الكشته
بقلم: محمد المحيطيب
أيها الطلاب الأعزاء، محبي الحرف اليدوية والمهارات الفنية، هل فكرتم يومًا كيف يمكن للعلوم التي تعلمتموها في المعاهد الصناعية أن تكون جزءاً لا يتجزأ من رحلاتكم إلى البر والمخيمات، خاصةً في هذه الأيام حيث يدعونا الجو البارد الجميل في الكويت لاستكشاف الطبيعة والتمتع بالتنزه في البر؟
لنبدأ بأساسيات الرحلة: الوقت والمسافة. تخيلوا أنكم تخططون لرحلة إلى موقع صحراوي يبعد 100 كيلومتر، باستخدام المعادلات البسيطة التي تعلمتموها، يمكنكم حساب الوقت اللازم للوصول إلى هناك بناءً على سرعة سيارتكم(دون استخدام قوقل ماب)، هذا ليس فقط مفيدًا للتخطيط ولكنه يجعلكم أيضًا سائقين أكثر وعيًا وأمانًا.
الآن، دعونا نتحدث عن إعداد المخيم، هل تعلمون أن مهاراتكم في القياس والرسم يمكن أن تساعدكم في نصب خيمتكم بكفاءة؟ تخيلوا أنكم تقومون بحساب أطوال خيوط الخيمة وتوزيع الأوزان والضغوط بشكل متساوٍ لتثبيتها بإحكام، هذه ليست مجرد مهمة بدنية، بل هي عملية تتطلب فهمًا للهندسة والفيزياء.
وماذا عن التجهيزات؟ كفنيين وحرفيين، لديكم القدرة على صناعة بعض المعدات الضرورية بأنفسكم، مثل مسامير الخيام للتثبيت، تصنيع هذه الأدوات ليس فقط وسيلة لتوفير المال، بل هو أيضًا تطبيق عملي لمهاراتكم وإبداعكم.
أما عن فرز الخيمة ونصبها في وسط الصحراء، فهذا يجمع بين البراعة اليدوية وفهم البيئة المحيطة، من اختيار المكان المناسب للخيمة، مروراً بتوزيع الأحمال وصولاً إلى التثبيت الأمثل، كل خطوة تحتاج إلى تفكير وتخطيط.
في النهاية، العلم والفن ليسا فقط ما نتعلمه في الفصول الدراسية، بل هما أيضاً أدوات نستخدمها في حياتنا اليومية، خاصةً في مغامراتنا بالبر، إنها فرصة لتطبيق ما تعلمتموه ورؤية كيف يمكن للمعرفة الفنية أن تحيي تجاربكم وتجعلها أكثر إثارة ومتعة.
فلتكن رحلتكم القادمة إلى البر ليست فقط فرصة للاسترخاء، ولكن أيضًا فرصة لاستكشاف كيف يمكن للمهارات اليدوية والفنية أن تثري تجربتكم وتجعلها أكثر أصالة ومتعة.