تأليف: محمد الميحيطيب
“عندما يكون الاهتمام بالحيوان أكثر من البشر”
نوع المسرحية: اجتماعي – كوميديا سوداء
الرسالة التي أرغب في توصيلها: حقوق الانسان أهم من حقوق الحيوان.
الشخصيات:-
الأب (ابوعزيز)
الأم (ام عزيز)
الابن الاكبر (عزيز)
الأولاد ( صالح وجاسم)
مسؤول وزارة الزراعة (الغبي) – هاني ((البطل))
مسؤول وزارة الزراعة الجاد – حمد
المدير
كومبارس (بائع الخبز – بائع السمك – بائع الفاكهة)
المذيعة
المصور
كومبارس السوق
المشهد الأول
مكتب وزارة الزراعة / مكتب الموظفين
نشاهد مكتبين في وسط المسرح عليهما موظفين أحدهما نائم والآخر يعمل بجد ويحرر مخالفات ويفتح الدفاتر والملفات.
يشخر الموظف النائم (هاني) على مكتبه ثم يفز من نومه حتى يتدارك الموقف، ثم يسأل زميله
هاني ( نصف نائم ينظر لساعته ): جم باقي عالدوام!!
حمد ( ينظر له وهو منهمك بالعمل ): استغفر الله
هاني ( يستغرب وينظر لساعته وهو يتمم ): استغفر الله (افيه)
حمد ( بعصبيه ): لا حول الله
هاني ( بغباء ينظر لساعته ): لا حول الله!!
حمد ( يغضب ): وبعدين معاك!! ما تشتغل.. وتبي تضيع وقتي !! مو كافي انك علّه على القسم!!
هاني ( يصرخ بغباء باخذ نسماً عميقا ): عللللله!!! انا خريج حقوق وناشط حقوقي ومهتم بحقوق الانسان بامتياز مع مرتبه الشرف..(يقولها بحسره)
حمد ( يردد معه كانه حافظها ): …ناشط حقوقي ومهتم بحقوق الانسان بامتياز مع مرتبه الشرف.. وشنو استفدنا منك غير النوم على المكتب..والشغل كله منكب علي!!
هاني ( يشير باصبعه إلى حمد ويتحدث بأداء جاد ): القطية إلي فاتت مو أنا يايبها؟؟ ( ثم يضحك الاثنان )
حمد ( غير راضي ): وهذا إلي انت فالح فيه.
هاني ( بصراحه ): يعني شتبيني اسوي انقطيت بوزااااارة الزراعة..ماادري شنو دخلها بتخصصي..وقعدت سنتين ادور مجال مشابه لتخصصي لين ييت هالقسم..بس للاسف مو حق حقوق الانسان (يبكي بغباء)..حقوق الحيوان
حمد ( يحاول تهدأته ): كفوك
هاني ( يصرخ بغباء مره اخرى..باخذ نسما عميقا ): آآآآهههه ( عيونه تجحظ للامام بتأثر )
يدخل المدير من خلف هاني ويشاهده حمد
حمد ( يستكمل ): لا لا ..اقصد لازم تتكيف مع الوضع شوفني انا مثلا ( يذهب لمكتبه ويخرج ملفاته وانجازاته ) مخالفاتي اطلعها اول بأول، كل شغلي مضبوط مرتب وحسب الاصول.
هاني ( يضحك بشكل ساخر وهو يذهب لمكتبه ويخرج بعض اغراضه ): وانا بعد..( يخرج دفتر فاضي أبيض ) هذا شغلي ..وين الشغل(ثم يرميه ويخرج دفتر مخالفات)دفتر مخالفات يديد ما استخدمت منه ولا صفحه..هذا انجاز حق المدير يستانس مني (يضحك) ..(ثم يخرج مخده) هذا شنو!! اي عشان لا زاد الشغل ارتاح شوي واكمل (ثم يرمي المخده للخلف على المدير فيصدر صوتا ..هاني يستغرب الصوت ..ثم يأخذ دفتر المخالفات ويرميه للخلف..فيسمع صوت المدير يتألم..بعدها يأخذ الدفتر الكبير ويلف ليرميه على المدير..ثم يفزع)..(يصرخ صرخته المعهوده باخذ النفس للداخل بشكل مضحك(.
المدير ( بعصبية ): نزل ايدك.. والله وانفضحت يا هاني ..وانا اعتبرك موظف نشيط وتفائلت بشهادتك لحقوق الانسان وهذي آخرتها.. لا شغل ولا منك فايده اهمال باهمال (هاني واقف خائف في مكانه وجهه يبكي بشكل مضحك) ..شوف زميلك ( يمسك دفتر مخالفات حمد)..مخالفه مزرعه..مخالفة جاخور بناء خارج السور.. مخالفة بعير يمشي قري بالخط السريع!!..مخالفه خروف ياكل هريس!!!
حمد ( يصلح له ): حشيش طال عمرك
المدير: هذا الشغل إلي نبيه..
هاني ( بشكل مضحك يرفس المخده ليخبأها تحت المكتب ): عطني فرصه طال عمرك
المدير ( غير مقتنع ): فرصه!! انت ماكو فايده فيك..( يفكر قليلا )..تعال..عيل المزارع إلي احترقت انت كنت المسؤول عليهم!! ليكون ما كشفت عليهم!!
هاني ( يفكر ..ثم يأخذ دفتر مخالفات أبيض ): امبلا هذي مخالفاتهم ( يفتح الصفحات البيضاء ) (افيه)
المدير ( بغضب ): حسب الله ونعم الوكيل فيك..ما كشفت عليهم والحريق بسبب تخزين اخشاب بالمزرعه.. شسوي فيك!!
هاني ( بستخفاف ): قضاء وقدر!!
المدير ( بغضب ): وترادد بعد.. (اخ قلبي ) بتفنّش والسبه هالموظف..( يتذكر ) مو بعيده متخفين عماله سايبه ولا مخازن غير مرخصة في هالمزارع إلي ما تكشف عليها!!!
هاني ( يستغرب ): مو ناقص إلا تقول انا سبب ثقب الاوزون!!
المدير ( يجلس على كرسي متألما من قلبه ): قلبيييي…قلبييي.. بنجلط والسبه هذا
حمد ( يتدخل ويهف على المدير بأحد كتب المخالفات ): هدي اعصابك طال عمرك .. هدي اعصابك..لا تحرق اعصابك هذا انسان مهمل
هاني ( يصرخ صرفخته المعهوده ): آآآآههههه..لا تنسى القطية
حمد ( يستوعب ويحاول ايجاد حل وهو يهف على المدير ): عطه آخر فرصة..
المدير ( ينظر لهاني بشكل تهديد وبكلمات متقطعه بسبب التعب ): الله عطاك..إلى نهاية الدوام ان ما ترست الدفتر مخالفات باجر لا تداوم عندي..تروح الارشيف.
هاني ( يضرب سلام عسكري للمدير ): امرك سيدي ( بشكل مضحك )
المدير ( ينظر لحمد ): خلك معاه..
حمد: ان شاء الله طال عمرك
المدير يمشي للخروج من المسرح بصعوبة وهو غاضب، هاني يضع دفتر المخالفات في جيبه بخلسه ثم يكمل وضعيه السلام العسكري حتى خرج المدير وهو متسمر ثم يلتفت لحمد ويشهق وهو ينظر لساعته، ثم يركض ناحية حمد ويمسكه ويخرجان من المسرح.
المشهد الثاني
مزرعة بوعزيز / داخل المزرعة
نشاهد ديكور المزرعة وسياج قفص الأغنام بالخلف والصالة المفتوحه وحبل غسيل معلق في احد الاركان وبعض القطع الحديدية المستخدمه للأغنام ومنها حوض حديدي لشرب الماء، يجلس كل من الولدان صالح وجاسم في جانب المسرح احدهم يرفع سياج الماء والاخر يشرب من الجانب الاخر على طريقة الأغنام، ثم يدخل عبدالعزيز وهو يحك ظهره بيده ولكنه لا يطول فيأخذ مشط الاغنام ويحك به ظهره.
عبدالعزيز ( يرن الموبايل فيرد عليه ) :الوو.. هلا والله رشود..لا والله ما درست..أدري باجر الامتحان بدرس بدرس..بتيون تدرسون عندي (يتوهق..يحك رأسه بمشط الخراف) تدري انا بالمزرعه مع الاهل .. اي تدري احنا ما نحدر الديرة (يرقع) زحمه ولويه وحر..(بينه وبين نفسه..شدعوه هني سنو-ثلج-).. لا بس اقولك يعني احنا متعودين من صغرنا دايم نحب الريف (يرقع )
يدخل الأب أحمد ( وهو ممسك الموبايل يتحدث ): يا هلا بوراكان..بطيت علي ياخوي..اي بشرني حصلت؟ تمام جم غرفة؟ غرفتين وصاله تمام.. 3 حمامات..(تدخل الأم وبيدها طشت الملابس، وتبدأ بالتعليق على حبل بأحد اركان المسرح) حلو بالفنطاس.. (الكل منتبه مع الاب) نزين بجم اجارها؟ ..امم (ينكسر الأب عندما عرف السعر وهو يلتفت لاطفاله ثم يبتعد قليلا ويخفض صوته) غالي يا بوراكان تدري فيني متقاعد وراتبي على قدي..دور دور بعد بارك الله فيك..لا تبطي علي.. فمان الله ..فمان الله ( يغلق الموبايل )
عبدالعزيز ( يكمل المكالمة باستهزاء ): احنا اصلا مثل السمج اذا طلعنا من المزرعة نموت..(ينظر لابيه بمعنى عدم الرضا)..بيتنا!!(يحرج) بالضاحية..اي ضاحية!!..الضاحية ماغيرها ..لا تحاتي بعزمكم كلكم ان شاءالله..بس خل نتخرج (يتحدث لنفسه..هين ان شفت ويهي )..
يقترب الطفلين صالح وجاسم من ابيهم يمسكان يداه ويطلبان منه ان يأخذهما إلى مدينة الألعاب
صالح ( للأب ): يبا ربعنا رايحين المدينة الترفيهية..عادي تودينا؟
جاسم ( متأملا ): الله شكثر يسولفون عنها وعن لعبة الجندول وقطار الموت..تكفى يبا ودنا ودنا
الأب ( محتار ): ان شاء الله أوديكم المرة الياية
عزيز ( مستهزءا يكمل المكالمة ): المرة الياية..المرة الياية (وهو ينظر لابيه) ابوي وعدني المره الياية اعزمكم كلكهم في بيتنا..حياك الله سلام (يتقرب عبدالعزيز من أبيه وكانه يريد ان يسمعه الكلام.
الأم ( غاضبه وهي تعصر الثياب من الماء ): هذا إلي نسمعه من سنين.وعود وتأجيل.. الله المستعاااان.. الناس تسافر وتصيف باوربا وتركيا ، تعال شوف الصور بالانستغرام ولا سنااااب… مسحت هالبرامج كلها.. كانو يحسدونا على قعدتنا بالمرزعه وهم ما يدرون…
يطرق الباب بقوه فيتفاجأ الجميع ويتصلبون في أماكنه ( توتر )، يقترب الأب بخطوات بطيئة وخائفة ناحية باب المزرعه، ينظر بخلصة من فتحات الباب الخشبي المتهالك، واذا به موظف الزراعة مع زميله، يلتفت الأب بسرعه ويركض ناحية اهله وهو يهمس بصوت منخفض.
الأب ( بصوت منخفض ): مسؤوووول الزراعة
يركض الجميع بشكل عشوائي وهم خائفون، الأم تزيل حبل الغسيل وتركض لكواليس المسرح، الأب يلتفت يمينا وشمالا يتاكد ان كل شيء على ما يرام، ثم يعدل ملابسه ويقترب من الباب الخشبي.
الأب ( يصرخ ): منووو عند الباب؟
هاني: هاني سعيد ( يضربه صديقة بكتفه ) ..مسؤول وزارة الزراعة
الأب ( خائفاً يفتح الباب قليلاً ): خير في شي؟؟
هاني ( ينظر من فتحت الباب بتلصص ): نبي نكشف على المزرعة
الأب ( خائفا ): ليش في شي؟
حمد ( بحزم ): كشف دوري على المزارع..خلنا نشوف شغلنا حجي لا تعطلنا
الأب ( يلتفت للخلف ): درب درب .. حياكم تفضلوا
يدخل هاني وحمد يتبعون الأب بوعزيز وبيد هاني اوراق الكشف، يتفحصها ليتاكد من البيانات والعنوان، ثم يسأل الأب
هاني ( للاب ): حجي هذا كشف عن المساحات المزروعة عندك واعداد الماشية إلي عندك من بقر او أغنام وغيرها..شنو زارع عندك؟
الأب يمشي لأحد اطراف المسرح ويشير بيده ( ناحية الجمهور): هني الله يسلمك احواض خس ورويد وورقيات، وهني زارعين فجل ووبصل، اما هالحوض تونا حارثينة ومحتاج وقت التربة تتنفس ( هاني يسجل الملاحظات )
حمد ( بحزم ): وين يا حجي ما نشوف شي طالع؟
الأب: ياخذ له وقته يابوك مو بيوم وليله
هاني ( يسجل علامة صح وحمد غير راضي ): حجي جم راس عندك؟ البقر؟
الأب ( يلتفت خلفه بشكل غريب ): البقر ( يصرخ )..البقر ( يصرخ مره اخر .. )
تخرج بقرة في احد خلفيات المسرح وهي تصرخ بصوتها ( اممممممم امممم )
الأب ( كانه نجح ): عندي بقرة وحده
حمد ( يقاطعه ): يا حجي اقل شي لازم 5 بقرات
فترصخ البقرة ( امممم اممممم بغضب )
الأب ( يقترب من حمد ): يمعود وحده وماني قادر عليها تقولي خمس!!
حمد ( بحزم لهاني ): سجل مخالفة..
الأب ( يقترب من هاني ): يا خوي لحظه لحظة .. تساهلوا معاي انا مستوفي الشروط ما يت على عدد البقر !!
هاني ( ينظر لحمد الغاضب يحتار ماذا يفعل؟ ): اوكي يا حجي ( يضع صح )..جم راس غنم عندك؟
الأب ( يتلفت للخلف ): الغنم (يصرخ).. الغنم ( يصرخ اقوى ..)
هاني ( مستغربا ): اي يا حجي الغنم شفيك تصارخ ما تسمعني!!
الأب ( متوترا ): الغناااام (يصرخ)..اها تقصد جم راس غناااام
هاني ( مستغربا ): حجي انت تنادي أحد!!
الأب ( متوتراً ): لاا..من انادي الله يهداك .. انادي الغناااااام ( يصرخ مجددا) .. ثم يصفر بقوه ( يضحك ليرقع الموضوع)..
حمد: يا حجي ما تعرف كم راس عندك؟
الأب ( يضحك متوترا ): ههههه..شلون ما اعرف كم راس عندي (يصفر بقوه).. ههههه والله ضحكتني (يضع يده على كتف هاني)
عندها تخرج ثلاث رئوس اغنام من قفص الأغنام في وسط خلفية المسرح
الأب ( يتنفس الصعداء وهو يشير للاغنام ): هااا.. كاهم الخرفان..عندي ..واحد ..اثنين .. ثلاث خرفان
ينظر هاني وحمد لبعض مستغربان، ثم يخطف حمد دفتر المخالفات من هاني
حمد ( يكتب ): وهذي مخالفه ما ينسكت عنها..المفروض عندك خمسين راس ولا يوجد غير ثلاث خرفان
الأب ( يقترب من حمد ): من قالك ثلاث خرفان انا عندي خمسين راس، بس هالشهر احتجت فلوس وبعتهم.. ان شاء الله الشهر الياي تلقاهم خمسين موجودين كلهم.
حمد ( غير مقتنع ): احنا طالعين نكشف على الموجود مالنا شغل بالشهر الياي..(يكتب المخالفة) (ثم يضع دفتر المخالفات بيد هاني )
الأب ( يقترب من هاني يحاول استعطافه ): ياخوي صل على النبي..انا ريـال على قد حالي، وحاشتني ظروف هالشهر
حمد ( بحزم ): ياحجي هذا شغلنا..لا تعطلنا لوسمحت.. يلا هاني مشينا..شوف لك حل يا حجي قبل لا يسحبون المزرعة
الأب ( ينصدم ثم يخطف دفتر المخالفات من يد هاني ثم يغلق الباب بقوه ): شلون تسحبون المزرعه؟ شوفوا الناس إلي بانين حمامات سباحة واستراحات وغيره..ما تسحبون منهم ..بس يت علي انا!!
ينظر كل من هاني وحمد لبعض مستغربان وحمد غاضب.
نسلط الضوء على اسفل قفص الخراف حيث سمعوا صوت اغلاق الباب بقوه، يرفعون حاجز تحت القفص ونكتشف انهم أولاد الأب
عبدالعزيز ( يحدث اخوانه ): الظاهر اطلعوا..ماااء مااااء..
صالح: بسرعا اطلع اختنااااقت
عبرالعزيز ( يسكتهم ): اوووصص.. شوي شوي لا يسمعونا
يخرج الأولاد ببطء من قفص الأغنام.
يستكمل كل من هاني وحمد الحوار مع الأب دون ان ينتبهوا ان الاغنام ظهروا خلفهم، الأب ينظر للاولاد ويصدم ولكنه لا يستطيع ان يتكلم ( الاولاد بلباس الخراف خلف الكاشفين).
هاني ( للاب ): يا حجي انت ريـال عاقل واحنا موظفين وزارة هذا غلط إلي تسويه وهو يمسك دفتر المخالفات من يده (ثم يلتفت هاني للاولاد بلباس الاغنام قبل ان يذهبوا).. هههههمممم ( يصرخ صرخته المعهوده )
ينصدم الأب ثم يلتفت حمد للخلف ويشاهد المنظر فيغضب
الأب ( يحاول استعطافهما ): تكفون والله اعيش وانا وعيالي بهالمزرعه وماعندنا غيرها،،ولا نقدر نأجر شقه بالديرة وللحين ناطر بيت
حمد ( بحزم ): القانون قانون.. هذا مو شغلنا احنا ياين نأدي عملنا
هاني ( مازال مصدوما ): بس يا حمد
حمد ( ينظر بعصبية لهاني ): هااانييي.. امش وراي..خل الناس تحترم القانون
يخرج كل من حمد وخلفه هاني من باب المزرعة.
يقترب الأب من وسط المسرح ( يتم تسليط الضوء عليه ويخفت ما خلفه )، الأب يقول
الأب ( متأثرا جدا ): انا ما احترم القانون!!
المشهد الثالث
السوق
يتغير الديكور في الخلفية، وتظهر ثلاث كشكات كانه سوق المباركية، أحدهم خباز والاخر يبيع السمك والثالث كشك فواكه، يمشي الأب ببطء لكي يقف اول واحد في طابور الخباز ولكن يأتي أحدا قبله ويقف، ثم تاتي امرأه بعباءه فيبتعد الاب ويقف ثالثا، يقف الاب ينتظر الناس تطلب ثم ينظر لكشك السمك فاضي عندها يقرر الذهاب له، وعند الابتعاد عن الطابور يأتي اخر ويقف امامه ويطلب، ثم يتكرر الموضوع عند محل الفاكهه، يقف الاب محتارا.
تدخل مذيعه ممسكة مايكروفون ومعها مصور يقومون بتصوير تقرير عن حالة السوق، وتلتقي بالأب الواقف في منتصف المسرح، وتبدأ معه الحوار
المذيعه ( مبتسمة ): نلتقي بأحد عملاء السوق.. شلونك السوق اليوم؟
الأب ( يبتسم للكاميرا من رهبه الكاميرا ): اليوم السوق (يلتفت وراءه) منتعش والمنتجات متوفره ولله الحمد، واحنا بخير .. (لايعرف ما يقوله)
المذيعه ( تقاطعه تتدارك الموضوع ): ما اشوفك شريت شي حجي؟
الأب: ناطر بالدور ما وصل دوري ( يبتسم )
المذيعه ( تسأل ): شفتك طلعت من الدور حجي؟
الأب ( ينحرج ): الأول وصل قبلي، والحرمه طوفتها يمكن تحتاج خبر اكثر مني، والسمج متوفر وحلاته اخذه حار مع الخبز، والفاكهه صبقني واحد الظاهر عنده عيال وايد فطلبيته كبيره
المذيعه ( تختم ): مشكور حجي .. ( تقول للمصور: اخذ لقطات على البياعين )
يصور المصور بعض اللقطات للناس، ثم يعود الاب لطابور الخباز واذا به يغلق المخبز فقد انتهى الخبز، ثم يحاول الاب ان ينادي البائع ولكنه يذهب، ثم بائع السمك كذلك يغلق المحل ويستعد للذهاب، يركض الاب لمح الفواكه الذي يبيع كل ما عنده لاخر شخص ويسكر الكشك الأب يصرخ عليهم، تبتعد المذيعه مع المصور وتخرج خارج المسرح
الأب ( يصرخ ): صاااابر صااابر.. ما شريت شي.. عيالي شياكلون!! ..( ثم يستوعب يلتفت للمذيعه، ويركض خلفها ثم يتوقف بطرف المسرح ) تعاليييي ( فقد ذهبت ).. كل شي خلّص!!..ما خلوا لنا شي (متأثراً )
المشهد الرابع
خارج المزرعة
نسمع صوت تشغيل سيارة مسؤول الزراعة، فيستوعب الأب ويخرج من خيالاته ونرجع لديكور المزرعه، يركض ليخرج من باب المزرعة يقترب من باب سيارة مسؤول الزراعة
الأب ( يطرق زجاج السيارة مستعطفاً المسؤول ): يا طويل العمر خلنا نتفاهم
حمد ( يرد بعصبية وهاني صامت ): يا حجي لا تعطلنا
هاني ( محتاراً ): راجع الوزارة
الأب ( يستعطفهم ): لا تكبرون الموضوع الله يخليكم
حمد ( يغضب ): المخالفة تسجلت .. وخر عن طريجنا.
ينكسر الأب ويقف حائرا، ثم يبتعد عن السيارة بخطوات بطيئة ثم يلتفت لباب المزرعه واذا بأطفاله الثلاثة مرتدين لباس الخراف ينظرون لأبيهم المكسور محبطين، الأب لا يستطيع النظر في عيون ابنائه ثم يعود ويقف أمام السيارة بحزم، ثم يقول
الأب ( متأثرا جدا ): ادعمني.. ( رافعا يده ) ادعمني وريحني .. خلني اموت.. ويصيرون أيتام .. على الأقل ترعاهم الشؤون..لاني ماني قاااادر…كل يوم اموت ألف مره.. اموت من نظرة عيالي .. اموت من نظرات زوجتي .. اموت من طلباتهم وانا ماني قادر على شي.. لاااني قادر احصل اجار شقة.. ونااااطر البيت.. ادعمني ( يصرخ – لحظة مأثرة(
يتأثر كل من هاني وحمد من كلام الرجل ولكن حمد لا يظهر عليه التأثر ويستمر في عناده اما هاني فيفكر وهو ينظر للمخالفه، ثم يكمل الأب
الأب ( متأثرا وهو يشير لاولاده ): اعتبرهم خرفان.. اي عيالي خرفان..اعتبرهم إلي تبي .. ( يفكر الاب قليلا ثم يكمل )..اعتبرني انا خروف (يضع يده على كتفه ويحركها ) لا تعتبر هذا جسمي اعتبره صوف (الاب متاثرا جدا – ثم يركع على كبوت السيارة مشهد مؤثر) الاب ماااااء ماااااء ماااااء ( صوت الخراف ).
عندها يتاثر هاني بشكل كبير، ثم ياخذ القرار ويمسك ورقة المخالفة ويمزقها ويرميها على الارض، وحمد غاضب من هذا الفعل، ثم يبتعد الاب من امام السيارة ويركض للمخالفه يلتقطها من على الارض (بقعه الضوء عليه وعلى ابنائه) سيارة المسؤول تتحرك ( صوت ابتعاد السيارة ) يلتقط الاب الورقة الممزقه ويرفعها وهو ينظر لها، ثم يقول:
الأب ( متاثرا وهو ممسك المخالفة الممزقة ): ورقة تحدد مصيري ومستقبل عيالي.. وصوف يعطيني بيت.. ياترى شلي يعطيني الكرامه!!!
-إظلام-
المشهد الخامس
خلفية سوداء/مكالمة هاتفية
في وسط الظلام تركز الاضاءة على هاني وحمد، يرن موبايل هاني فينظر كل من هاني وحمد لبعض لا يعرفان من يرد على الموبايل، يبتعد حمد عن هاني ويخرج من دائرة الضوء، يحتار هاني بالرد ثم يستجمع قواه ويرد على الموبايل
هاني ( خائفا ) : الوو..
المدير ( بحزم ) : شلون الشغل معاكم؟
هاني : تمام ( وهو ينظر للمخالفات فاضية )
المدير : جم مخالفه حررت اليوم؟
هاني ( محتاراً ): امممم
المدير : خلصت جم دفتر!!
هاني ( لا يعرف ما يقول ثم يستجمع قواه ) : أأأأ. الدفاتر ما تيزي إلي شفناه اليوم ..اكتشفت انه مو مكاني في الادارة
المدير ( مستغربا ): شقاعد تقول!!
هاني ( يتجرأ ): كنت اضن شهادتي في حقوق الانسان لها فايده عندكم.. بس اكتشفت اهم شي عندكم .. حقوق الحيوان .. انا مستقيل ( متاثرا ).
المشهد السادس
الديوانية
يجلس مجموعة من الرجال في وسط المسرح على جلس أرضية ( جلسة الديوانية ) ونشاهد الباب على يسار المسرح، حيث يتحدثون في بأصوات منخفضة ( لا نسمعها بشكل واضح )، أحدهم يقدم الشاي للرجال يمر عليهم الواحد تلوا الاخر، نلاحظ بعض الرجال هم الذين تخطوا ابوعزيز في السوق ويتميزون باللباس الجيد وانهم من فئة المقتدرين ولا يعانون من أي مشاكل مالية، أحدهم يقرأ جريدة
يدخل ابوعزيز من يسار المسرح وهو يرتدي فروه بصوف خروف، يقترب من الباب يرفع يده ليمسك الذراع الباب ولكنه يتراجع ويتذكر اللفروه فيخلعها عن ظهره ويضعها جانبا، ثم ينزع نعليه ويدخل الديوانية، وكانه غير شخصيته من العابس المهموم إلى الصديق المحب للديوانية وجمعه الاصدقاء، يدخل ابوعزيز من الباب، ثم يقول
ابوعزيز ( بصوت عالي ): السلاااام عليكوووم
يرد الجميع بترحيب في بوعزيز، وتظهر عليهم الفرحة لرؤيته، ثم يجلس بوعزيز في وسط الديوانية، يسلم عليهم (مساك الله بالخير..مساك الله بالخير).. يقترب ساقي الشاي ويضع استكانة الشاي امام بوعزيز، ينظر بوعزيز للشاي ثم ينزل برأسه للاسفل كانه خروف يريد ان يشرب الشاي، ثم يستوعب انه في الديوانية، فيمسك الشاي بيده ويرفعه وهو يعدل جلسته، يشرب بعض رشفات الشاي، ثم نادا الذي يقرأ الجريدة لكي ليلفت انتباه جميع الجالسين.
قارئ الجريدة ( بصوت عالي يضحك ): سمعوا سمعوا هالنكته..يقولك واحد مع عايلته ساكنين بالياخور ملبس عياله لبس خرفان وزوجته بقره..ههههه
يضحك الجميع في الديوانية بشكل هستيري وقوي، ويضحك معهم بوعزيز كذلك، تنطفأ الاضواء شيئا فشيئا تتلاشى من الجوانب وتختفي الاصوات شيئا فشيئا حتى بقي ابوعزيز يضحك لوحده في بقعه الضوء وصوته الوحيد الذي يضحك، حتى تحولت ضحكاته إلى بكاء ( مؤثر جدا ).
-إظلام-
-النهاية-
تأليف : محمد المحيطيب
29/8/2017م الكويت2017